محسنة توفيق.. شقيقة "أبلة فضيلة".. السياسية التي اعتقلها عبد الناصر وقاطعت يوسف شاهين بسبب داليدا
وصفها المخرج الراحل يوسف شاهين بمجذوبة السينما المصرية، قدمت دورا مميزا في فيلم العصفور حيث أطلقت عبارة “أنا بهية وبقول حنحارب حنحارب” تلك العبارة التي أضافتها في الفيلم بعيدا عن النص الأصلى حصلت على هذا الحق بالإضافة ممن عملت معهم من المخرجين للخروج عن النص لتلقب بعدها باسم بهية مصرمحسنة توفيق التي ولدت في مثل هذا اليوم 29 ديسمبر 1939.
محسنة توفيق كانت صاحبت أيديولوجية يسارية تحمل شخصيتها قدرا كبيرا من الحنان، قدمت خلال مشوارها الفني أربعة عشر فيلما فقط، وعاشت تحمل هموم الآخرين فوق كتفيها وتحمل قدرا كبيرا من الحنان والعطاء.. تمثل الفنانة محسنة توفيق ووجهها الخالي من أي نوع من المساحيق فهى صاحبة وجه معبر صادق.
فنانة من طراز فريد تتعامل مع العمل الفني على أنه قضية وتأريخ لحقبة وأحداث وأماكن بعينها تمتد أصولها الى المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى الجد الأكبر لوالدتها وهى شقيقة المذيعة فضيلة توفيق الشهيرة بأبلة فضيلة.
تخرجت محسنة توفيق في كلية الزراعة، وعملت في 4 أفلام مع المخرج يوسف شاهين هي: العصفور، الاختيار، حدوتة مصرية، اسكندرية ليه ورغم ذلك، فأدوارها السينمائية والدرامية والمسرحية الناجحة احتلت مكانا في ذاكرة الشعوب العربية جميعا فمن أدوارها في السينما دور الزوجة الخنوعة فى فيلم "الحب قبل الخبز أحيانا"، تعبيرا عن الغزو الوهابي لمجتمعاتنا، ودور الزوجة الثرية عاشقة الفيلسوف في فيلم "قلب الليل" لعاطف الطيب، كما قدمت أفلاما مٹيرة للجدل مأخوذة عن نصوص أدبية "حاډثة شرف "ليوسف إدريس 1971 ومنها أيضا "قلب الليل" لنجيب محفوظ،،حاډثة شرف، الزمار، ذيل السمكة،الغفران، بيت القاصرات،البؤساء، وغيرها.
دب الخلاف بين محسنة توفيق ويوسف شاهين منذ استعان بالفنانة العالمية داليدا في فيلم “وداعا بونابرت ”، وكانت ترغب في تأدية الدور في الفيلم بعدها وقعت القطيعة بينهما، وهى تعلق على ذلك بقولها “ ارتكب يوسف شاهين چريمة في حق فنه وأضر بالعمل وحين شاهدت الفيلم وجدت الدور يشبهنى تماما وكان داليدا ليس لديها إحساس بالشخصية ورغم ذلك اشهد له انه كان لا يتدخل في تمثيلى ”.
قدمت في التليفزيون أدوارا ناجحة أيضا بالرغم من انها أدوارا ثانوية منها دور أنيسة في ليالى الحلمية، ودور صفية زغلول في مسلسل أم كلثوم، الوسية، الشوارع الخلفية، أما آخر أعمالها فهى مسلسل أهل اسكندرية اخراج خيرى بشارة، ومن المسرحيات التى قدمتها محسنة توفيق: مأساة جميلة، الدخان، منين أجيب ناس، ايرما، حاملات القرابين، عفاريت مصر الجديدة.
اصعب لحظة
وأضافت محسنة توفيق:" أصعب لحظة في حياتى كانت لحظة هبوط طائرة السادات في مطار تل أبيب وشاهدتها في التليفزيون ومازال صوت المذيع صبرى سلامة يرن في أذنى حتى انى لطمت على وجهى من شدة حزنى".
وتابعت:"أصعب لحظة أيضا كانت حين كانت أشاهد والدتى تمر أسفل منزلنا وهى ترتدى البيشة على وجهها بعد انفصالها عن والدى الذى لم يسمح لها برؤيتنا".
مشوار سياسى
بدأت محسنة توفيق نشاطا سياسيا فى حياتها وهى تتحدث عن هذه المرحلة في مجلة صباح الخير عام 2000 وتقول: بدأت العمل السياسي وأنا طفلة أثناء العدوان الثلاثي نظرا لنشأتي في السويس فقد عرفت مع السوايسة معنى المقاومة الحقيقية، وبالرغم من إني اعتقلت فى فترة حكم عبد الناصر بسبب أفكارى، لكن جاء عام 1956 بتأميم قناة السويس نساني ما حدث من سجني، ورغم ذلك فإن مواقف عبد الناصرالانسانية عظيمة فحين علم باعتقالي لأسباب سياسية قام بمنحي وسام الدولة للفنون والعلوم من الدرجة الأولى عام 1969".
حب الجمهور
آخر ظهورللفنانة القديرة كان في شهرفبراير 2019 من خلال تكريمها من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، ووقتها لم تتمالك دموعها وقالت: (التكريم مش ليا لكن للناس وللجمهور الذى أحبنى، واللى عملوني كبيرة هما الناس لما حبوني بقيت قيمة لكن لوحدي مليش قيمة" ورحلت في في نفس العام.