رواية هارون بقلم زهرة عمر
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
قصةهارون الجزء الأول
هارون صبي صغير في التاسعة من عمره بعد ۏفاة والديه انتقل للعيش مع أخيه الكبير هيثم وزوجته حنين وطفلهم الصغير آدم لكن حيات هارون في منزل أخيه لم تكن سعيدة بل كانت حياته مليئة بالألم والحزن حيث كان هيثم يعمل في مكان بعيد ويضطر للغياب عن المنزل لأيام طويلة وكانت حنين في غياب هيثم تعامله بكل قسۏة ولا تحبه كانت ترى فيه عبئا يثقل على حياتها وتعامله بلا إنسانية كان هارون اليتيم يتعرض للإهانة والتجاهل المستمر كان يعاني من الجوع ويطرد من المنزل طول اليوم ومع ذلك كان يصمت ولا يخبر أخيه بما يحدث خوفا من أن يتسبب لأخيه في المشاكل والصراعات داخل المنزل وكان ېخاف من عقاپ حنين القاسې هيثم كان يحب هارون ويعامله بكل حب واهتمام ويحاول جاهدا أن يكون له الأب ويعوضه عن فقدان والديهم وحنانهم الذي حرم منه هارون منذ صغره يريد هيثم هارون سعيدا ولا يريد أن يراه حزينا أو يبكي وكان دائما يوصي حنين بالاهتمام به كانت معاملة حنين تختلف بتواجد أخيه هيثم حيت كانت تعامله بكل حب و اهتمام وكأنها أمه الحقيقة وفي يوم من الايام كانت الساعة السادسة فجرا استيقظ هارون للذهاب إلى الحمام ووجد أخيه يتجهز للذهاب إلى العمل وحنين كانت تحضر الفطور له وقف هارون في الممر وهو ينظر إلى أخيه ثم اقترب منه قال هيثم أخي لماذا استيقظت الوقت مبكرا قال هارون هل ستذهبقال هيثم نعم رد هارون بحزن لا تغب كثيرا يا أخي أنا أفتقدك وأشتاق إليك قام هيثم بتقبيل جبينه وأجلسه على قدميه وقال وأنا أشتاق إليكم كثيرا ولا أريد الذهاب ولكني مجبر على ذلك لأنه عملي إذا لم أذهب كيف سأحصل على المال قال هارون عندما اصبح طبيب لن تضطر إلى الذهاب ولا العمل قال هيثم بابتسامةنعم لدا عليك الدراسة جيدا ولا تقلق سأعود قريبا وسنقضي وقتا ممتعا معا جاءت حنين وقاطعت كلامهم وقالت هارون حبيبي لماذا استيقظت الوقت مبكرا قال هيثم لا يريدني أن أذهب قامت حنين بالمسح على شعره وقالت لا تحزن يا روحي أخيك لن يغيب طويلا اليس كذلك يا هيثم حتى أنه سيحضر لك والي آدم هدية من هناك قال هيثم نعم يا أخي وستكون مفاجأة لكم قام هارون بتقبيله وقال شكرا لك أنا أحبك يا أخي قال هيثم وأنا أيضا قالت حنين حسنا لا تدعوني أبكي الآن هيا يا هارون فل ذهب للنوم لديك مدرسة غدا ول تدع أخيك يفطر سيتأخر فقام هارون بتوديع أخيه وذهب إلى النوم يتبع
قصةهارون الجزء التاني
قام هيثم بأمساك يد حنين وقال كم أنت إنسانة طيبة وحنونة لا أعرف كيف أجازيك حقك قالت حنين لا تقول هذا الكلام هارون مثل ابني آدم وأنا أحبه كثيرا قال هيثم كم أنا محظوظ بك قالت حنين هيا سيبرد الطعام بعد الفطور غادر هيثم المنزل وقالت حنين وهي تضحك هل ذكرت أني أحب هارون لقد قصدت كم أنا أكرهه ثم ذهبت إلى غرفتها نظرت إلى طفلها آدم وقالت نم يا صغيري في أمان فأنا بجانبك وعادت إلى النوم استيقظ هارون وكانت الساعة الثامنة وقد تأخر عن المدرسة ركض إلى غرفة حنين وكانت لا تزال نائمة أقترباء منها بهدوء خوفا من أن يصحو آدم وتجبره على الغياب عن المدرسة للاهتمام به ورعاية آتنا نومها قال هارون بصوت منخفض عمتي حنين قالت حنين اذهبي من هنا قال هارون لقد تأخرت عن المدرسة و قميصي المدرسي غير مكوي ردة حنين بعصبية أغرب عن وجهي يا هارون خرج هارون وذهب إلى غرفته وارتدا ملابسه دخل المطبخ يريد أن يأخذ شيئا ليأكله في فترة الفرصة عندما سمع صوت آدم يبكي أمسك هارون زجاجة الماء وحقيبته وبدأ يركض خوفا من أن تجبره حنين على الغياب عن المدرسة في الطريق تعثر هارون بحجر وكسرت زجاجة الماء قال هارون بحزن ماذا سأفعل الآن مياه المدرسة غير صالحة للشرب ولاكن لابأس سأأخذ بعض الماء من زجاجة صديقي وأكمل هارون السير حت وصل المدرسة كانت الحصة الأولى قد انتهت عندما طرق الباب قالت المعلمة لماذا تأخرت مرة أخرى هل تفعل هذا عمدا كل فترة تأتي مبكرا وبثياب نظيفة ومرتبة ثم تتأخر بعد أربعة أيام فقط أن أمك أمن مهملة كان هارون صامتا وعيناه تدمعان لم يجرؤ حتى على الكلام قالت المعلمة هيا اجلس لس في مقعده بصمت وكان الحزن يملأ قلبه الصغير لم يأتي صديقه المقرب لؤي إلى المدرسة اليوم عندما انتهت الحصة الثانية وفي الفرصة خرج هارون إلى الفناء الخلفي كان يشعر بالوحدة والإحباط وهو جائع اقترب منه طفلان وبدأ أحدهم يضحك وقال هل كنت نائما بثياب المدرسة ليلة البارحة وبدأوا يضحكون قال الآخر إنه جبان حتى
أن قمت بضربه لن يفعل شيئا سوى البكاء رغم أن الطفلين أصغر منه سنا إلى ان لم يجرؤ على الرد كان هارون في حياته والديه طفل مرحا ومجتهدا و شجاع ولكن الآن أصبح جبانا ېخاف الجميع وحيد وحزين طول الوقت بعد المدرسة كان هارون خائڤا ويفكر في كيفية إخبار حنين عن زجاجة الماء التي كسرت عندما وصل البيت يتبع
وصل هارون إلى البيت وكانت حنين تحضر الغداء قالت صديقتي ستأتي لزيارتي اليوم لا تظهر أمامها لا أريد أن تعرف بوجودك عندما رن جرس الباب قالت حنين بسرعة اخرج قال هارون ولكنني متعب وجائع ردت حنين قائلة أغرب عن وجهي لا أريدك هنا ثم قامت بدفعه من الباب الخلفي وأغلقت الباب خرج هارون يسير دون معرفة وجهته لم يكن لديه مكان يذهب إليه قرر الذهاب إلى بيت صديقه لؤي وفي الطريق كانت هناك طفلة تأكل ساندويتش وكان هارون ينظر إليها وهو جائع عندما انتهت الطفلة من طعامها قامت برمي ما تبقى في القمامة وركضت بعيدا ركض هارون نحو القمامة وقام بمسح الساندويتش وأكلها بسرعة ثم استمر في السير نحو بيت صديقه لؤي وصل هارون إلى باب منزل لؤي ولكنه أخبرته أم لؤي أنه ليس في البيت وقد خرج برفقة والده لم يعرف هارون أين يذهب لم يكن لديه أي مكان آخر يمكنه الذهاب إليه فاستمر في التجوال في الشوارع وهوا يشعر بالوحدة واليأس وفي احد الشوارع وجد هارون بيت قديم مهدم من قبل البلدية كان هناك نافذة مکسورة وخلفها فراغ كبير يحيط به الجدران من كل جانب بدا كاكوخ صغير قرر هارون دخوله واستلقاء داخله و سرعان ما غطا في نوم العميق بسبب التعب الشديد عندما استيقظ كان الغروب قد حل تذكر هارون أن لديه امتحان غدا ولم يقم بدراسة أي شيء عندما عاد إلى البيت كانت صديقت حنين قد غادرت قالت حنين أين كنت وما هذه الملابس هل تفعل هذا لتتعبنيكان هارون يقف صامت وعيناه تنظران إلى الأرض ثم