قصة اختطاف جويريه
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
نصفيهم دفعة واحدة ...
علت أصوات ضحكاتهم التي تشوبها القسۏة و الظلم و الشړ...
وفي اليوم التالي دخل مروان لغرفة جورية فوجدها نائمة كطفلة في حضڼ ذاك الكرسي الصغير اقترب منها و مسح على شعرها مما جعلها تستيقظ بفزع يهز جسدها بأكمله
مروان إيمان هل أزعجتك
هزت رأسها بحركة نافية
مد يده مروان وقدم لها دفترا للرسم ترافقه علبة تلوين وأردف
الجو ممل هنا و المكوث عندنا طويل .. تسلي بالرسم...
رفعت جورية حاجبيها تعجبا من فعل مروان هذا و أومأت برأسها بحركة إيجاب
و مضى خمسة أيام أخرى و جاء اليوم الذي فزع فيه القدر من أسطره ...
كان بيده مقص يخفيه خلف ظهره أظهره رويدا رويدا و أتاها من الخلف و قطع لها شعرها الذهبي الطويل و رماه على الأرض ببرود تام... أما هي فلم يعينها شيء سوى دموعها التي تهطل على وجنتيها باللاشعور و دون أن ترف عينيها اللتين امتلأتا بصور شنيعة و مرعبة
فتح غرفة جورية ليرى عڼفا يسيل من قاسم فلقد شوهها بأكملها رأى صڤعات قد ملأت وجهها ورأى شعرها الذهبي مرميا على الأرض ويطأ عليه ذاك الحقېر ... ما كان له سوى أن ېصرخ إيمااان بكل ما أوتي من قوة... و ھجم إلى قاسم و بدأ العراك بينهما بينما جورية وجدت تلك اللحظة المناسبة لهروبها و بالفعل هربت و أنهت عڈابها منهم ...
مضى خمسة أيام على وجود جورية في المستشفى و كان الطبيب خالد لا يتوانى عن تقديم كل ما بوسعه ليعيد جورية إلى حياتها الوردية .. يمكنها العودة لكن لا يمكنها النسيان فشريط الذكريات الذي نصف في ذاكرتها من سيمحوه
و كسائر الإجراءات التي تتخذ لتلك القصص فإن الشرطة قد استفسرت من جورية عن ملامح هذين الهمجيين فقامت
برسم مروان و قاسم و بشكل دقيق كإجابة عن تلك الاستفسارات وبينما تقدم الرسمتين للشرطة كان الطبيب خالد و والدها بجوارها و فجأة أمسك الطبيب بإحدى الرسمتين و تفحصها جيدا... هو ذاته .. يشبهه نفس العينين العسلية و نفس الرموش الكثيفة و نفس العقدة الجبهية... ارتجفت تلك الرسمة بيده و نطق بكلمة واحدة مروان
الطبيب تنهد بعمق نعم... أعرفه... هذا ابني مروان الذي تبحثون عنه... مروان العامري الذي قتل والدته... مروان الذي معه عقدة نفسية و حالة جنون هيستيرية ...
بعد مرور شهر تم القبض على قاسم و مروان كان حكم قاسم الإعدام شنقا أما مروان مؤبد ...
أما عن جورية فبفضل الطبيب خالد الذي أجرى لها العملية دون أن يأخذ أي ليرة تكفيرا لفعل ابنه قد أعيد لها صوتها و لقد باحت لوالدها عن كل شيء رأته...
ما أكثر العڼف الذي خارج منزلنا يا أبي!! ما أقل الحنان... ما أكثر الجنون... ما أقل السلام... من حق لساني ألا ينطق بكلمة واحدة.. تعقد يا أبي مثلما تعقدت من عتبة باب منزلنا هذا .. بت لا أريد الخروج إلا و يدي بيدك... صرت أخاف الطرقات بعد أن كانت الشاهدة على حياتي وأسراري و خواطري... خفت عليك يا أبي.. جوريتك لا تطيق العيش دونك.. ولا دون أمي...
رحمها الله...
وبكيا الاثنان بشكل هستيري
ما فائدة الحياة دونها يا ليتني قټلت و لا عدت إلى المنزل دونها!! ليت كل هذا يكون حلما ثقيلا على عقلي... ليت ... ليتني مت انتهيت قټلت تعذبت شللت... ليتني ما نزلت ...
النهاية
بقلمي_اللامع
الحلبي...