قصة من يصلح الملح إذا الملح فسد
انت في الصفحة 2 من صفحتين
المرأة: “لكَ ما تريد وبإمكانك الاستعانة بمن تريد أيضا”.
رجع الشيخ إلى منزله مكسور الخاطر، ولكنه قضى كل الليل يفكر في حل للغز العسير، ولكن دون جدوى فلم يجد له حلا ولم يجد منه مخرجا، فإن لم يتمكن من إيجاد حل له طارت منه عصفورته التي سحرت قلبه وعقله؛ وفي صباح اليوم التالي ذهب الشيخ كعادته إلى مجلس رجاله وفجأة طرح عليهم السؤال الذي احتار في حله “نضع الملح على اللحم حتى لا يجيف ويفسد، ولكن من يصلح الملح إذا الملح فسد؟!، كل من بالحضور أعطى إجابة على قدر معرفته وفهمه للسؤال ولكن شيخ العرب لم يقتنع ولا بإجابة واحدة من كل تلك الإجابات المطروحة.
وكان في المجلس رجلا داهية على دراية واسعة بعلوم الدين والأدب، فلم يعطِ الحل ولم يتفوه بكلمة واحدة، وبعد أن انفض المجلس من حول الشيخ لم يتحرك الرجل ذا العلم الغزير بل جلس ينتظر، هنا صړخ الشيخ في وجهه يلومه على عدم إعطائه الحل في مسألته التي أرقت عليه حياته، فأخبره الرجل أنه أراد أن يتحدث معه على انفراد، وكان رده على مسألته وقع عليه وقع الصاعقة، فقال الرجل ذا العلم:
“إن أصل مسألتك هي بيت شعر لأمير أهل الحديث أبو سفيان الثوري (يا رجال العلم يا ملح البلد… من يصلح الملح إذا الملح فسد)؛ وبحسب علمي فإني أستطيع أن أخبرك بأنك قد راودت امرأة ذات علم ودين وخلق ومتزودة بكثير من الأدب، وذات حكمة وذكاء بالغين فلم ترد أن تخسرك بل أرادت أن تكسبك كأخ لها، فهي على دراية كاملة بحجمك ومكانتك التي تتميز بها، فأخبرتك بحكمة بليغة منها أن الرجل من أهل القبيلة إذا فسد خلقه نأتي بشيخ القبيلة ليحسنه من جديد ولكن إذا فسد خلق شيخ القبيلة فمن بإمكانه أن يصلحه؟!”.
عاد شيخ القبيلة إلى رشده وندم على فعلته وخجل من نفسه أشد الخجل، وتعلم الدرس على يد زوجة أحبت زوجها وصانته في الخفاء والعلن.
تمت….