روايه زوجه ابليس بقلم روزان مصطفى
انت في الصفحة 1 من 33 صفحات
جلست والدتها بجانبها على الأريكة في الشقة الجديدة وهي تقول صباحية مباركة يا عروسة
نظرت لها إبنتها بطرف عينيها وهي تقول ماما من فضلك أنا عاوزة أروح معاك
ضحكت والدتها لتقول بهدوء متهزريش الهزار دا ربنا يثبت عتبتك ويخليكم لبعض
أدارت رباب وجهها لوالدتها وهي تقول أنا مبهزرش يا ماما ! أنا خاېفة ومنمتش طول الليل !
نظرت لها والدتها بريبة وهي تقول إيه الكلام دا ! هو مش إتكتب كتابكم وحط إيده في إيد أبوك !
رباب پخوف يا ماما أنا محضرتش كتب الكتاب أنا قالولي إدخلي وقعي على العقد ووقعت وخرجنا أنا وهو سوا ! حتى بابا مكانش قاعد معرفش في إيه مكناش كلنا موجودين غير في الفرح ! وإنت مقعدتيش معانا في كتب الكتاب !
واتها وهي تتذكر مقعدتش معاكم عشان أبوك رفض أحضره إنت تقصدي إيه مش فهماك
رباب بصوت منخفض أقصد إن العريس دا غريب هو بابا مجاش معاك ليه
أجابت والدتها بحزن تعبان وطول الليل يرجع عملتله شوربة دافية وسيبته يرتاح سيبك من الكلام دا وفهميني يعني الډخلة متمتش !
رباب وهي تتلفت حولها بقولك بني أدم غريب أول ما دخلنا الشقة ..
مساء ليلة أمس
دخلت رباب إلى الشقة وهي تمسك بأطراف ثوب الزفاف الخاص بها وتخطو داخل الشقة بخجل .. دخل هو بلا مبالاة وأغلق باب الشقة متجاهلا عروسه
ظلت واقفة مكانها تنظر حولها ثم تنظر لظهره بخجل
لم يقل أي شيء سوى أنا في الأوضة الأخيرة متدخليش عليا لو حابة تنامي نامي ..
ثم تركها وأغلق باب الغرفة خلفه ! .. خلعت حذاؤها العالي وهي تقف على الأرضية الباردة تصميم المنزل غريب نوعا ما ف الجدران باللون الأسود ويزينها خطين بالعرض لونهم أحمر والأرضية رمادية والأثاث يجمع ما بين الأحمر والأسود والإضاءة صفراء كانت الشقة غريبة نوعا ما والزفاف تم بصورة سريعة نظرا لإن رباب أصبحت في عمر الثلاثون وحديث الجيران عن عنوستها أصابها وأصاب عائلتها بالإكتئاب عندما تقدم ذلك الشاب للزواج منها وافقوا على الفور وتمت الإجراءات بصورة سريعة نظرا لإنه كان على عجلة من أمره وهم لم يمانعوا ظنا منهم أن قطار الزواج قد فاتها
جلست المسكينة على الأريكة وهي تنظر لباب غرفته في إنتظار أن يخرج لكنه ظل طوال الليل في تلك الغرفة تاركا عروسه التي لازالت عذراء
الوقت الحالي
قبل أن تجيبها والدتها عن كل ما سمعته وقف هو أمامهم بملامح غير مفهومة باردة لا تحمل حزنا ولا سعادة .. ملامح جدية للغاية ليقول كالإنسان الألي موجها حديثه لوالدتها مبسوط بزيارتك
نظرت له والدتها بإبتسامة وهي تقول كتر خيرك يابني ربنا يحميك
عقد حاجبيه بضيق وهو يتنفس سريعا وينظر لوالدتها بضيق ..
شعرت والدتها بعدم الراحة لتضب حقيبتها وهي تقول شكلكم كنتوا تعبانين من الفرح وملحقتوش تتهنوا ببعض وتقعدوا سوا
فهمت رباب أنها تلميحات لسرعة الزواج وأن تمنحه بعض الوقت ليقترب منها وتتم الډخلة
هو ببرود شرفتينا ..
أغلق خلف والدتها الباب لتقوم رباب من الأريكة وهي تتثائب وقف أمامها ك لوح الثلج وهو يقول بنظرة ضيق إزاي تحكي عن خصوصياتنا لأمك
رفعت رأسها بإرتباك ثم قالت إنت كنت بتتجسس علينا !
بنبرة حازمة قال جاوبيني !!
رباب بتوتر طبيعي أحكيلها ! حقها زيها زي أي أم تطمن على بنتها ولا إنت كنت عاوزني أكذب عليها وأقول حاجة محصلتش
هو بنظرة تعالي يعني بتحاولي تقنعيني إنك عمرك ما كذبتي مفيش حد من جنسكم مبيكذبش .
رباب بإستغراب جنسنا
هو بتعديل لذلك الخطأ جنسنا يعني البشر .
ظلت تنظر لملامحه الباردة ووجهه شديد الإصفرار وكأنه معډوم الډم ليست إهانة لكن .. وجهه غريب
جائت لتتحرك من أماامه ف أوقفها قائلا وجودك في البيت دا هيكون ليه قواعد أولهم إن أي حاجة بتحصل هنا محدش يعرف عنها حاجة
رباب وقد بدأ الڠضب يتسلل لجوفها مفيش حاجة بتحصل أصلا عشان حد يعرفها ! هو طبيعي إن كتب الكتاب يتم في اوضة مقفوله ولما الأوضة تتفتح ملاقيش أي حد جواها أعرفه ! كلهم تبعك وملاقيش أبويا ! هو طبيعي كتب الكتاب ميتصورش في شريط الفرح وأدخل فجأة أمضي على ورقة ملحقتش أشوفها !
لا واللي زود الموضوع إنك لما دخلت الشقة عشان ډخلتنا سيبتني وروحت قعدت في أوضة لوحدك وزعلان أوي أني بشتكي لماما
ظل واقفا أمامها غير متأثر بحديثها ليجيبها بنبرة غريبة أكيد فهمتي القاعدة الأولى اللي يحصل في البيت هنا ميخرجش برا .. دا لمصلحتك
إقتربت بوجهها منه وهي تقول بحنق إوعى تفتكر إني عشان عندي ٣٠ سنة والجوازة مشيت بسرعة إنك هتذلني !
ركضت إلى غرفتها وجلست على الفراش تبكي بحزن وبينما هي تبكي وجدت على الملاءة ما أفزعها ..
يتبع..
وجدت على الملاءة ما أثار الړعب بها ف صړخت بصوت مرتفع ليفتح هو باب الغرفة بهدوء ويسير بخطوات ثابته بإتجاه الفراش
هو ببرود مالك !
رباب بفزع حسبت في حاجة إتحرقت لقيت الرماد دا على الملاية وبيتحرك !
لم يحرك به ساكنا بل ظل ينظر لها ثم قال بثبات أنا كنت بدخن ودي من السېجارة وطبيعي تتحرك عشان في هواء
وضعت يدها على قلبها وهي تنظر للفراش وتحاول تمالك أعصابها
هدأت قليلا ثم وجهت حديثها له وقالت ماما جابتلنا أكل الصباحية مش جعان
هو بذات البرود لا شكرا ..
تجاوزته وهي تخرج من الغرفة وتقول طيب براحتك أنا هروح أكل مش هيبقى جوع وملل ..
إنتهت من تناول الطعام ثم قامت لتغسل يديها وجدت الصنبور عالق داخل دورة المياة ظلت تضربه بيدها عدة مرات عله ينزل بعض المياه ولكنه كان عالق
فتحت الباب وهي تقول هي الحنفية مالها مش بتنزل مياه ليه ممكن تيجي تشوفها !
مرت ثوان قبل أن يظهر بجسده مقتربا من الباب دخل دورة المياه ووقفت هي وراؤه تنظر لما يفعله كان يحرك مقبض الصنبور يمينا ويسارا ثم قال بجدية الحنفية بايظة ..
صفقت بيديها وهي تقول معلومة مهمة فعلا طب ما أنا عارفة إنها بايظة أومال ناديتك ليه كنت بتستخدمها إزاي دي
هو ب لا مبالاة مبستخدمهاش ف مش مهتم بيها ..
رباب بإستغراب إزاي يعني مش بتغسل إيدك بعد الأكل ولا وشك أول ما تصحى !
حرك كتفيه وهو يقول أنا حياتي مختلفة عنك شوية عامة هنزل أشوف حد ييجي يصلحها ..
رباب بسرعة ممكن تاخدني معاك
ظل ينظر لها قليلا وهو متردد بإمكانه إصلاح الصنبور اللعېن في ثانية واحدة .. ولكنه لا يود أن يفزعها ويود التعود على حياتهم المملة الرتيبة
رباب بهدوء أسفة بس الشقة معظم ألوانها إسود وأنا بخاف ف مش حابة أقعد لوحدي حتى لو إنهاردة مش عارفة هتصرف إزاي بعد كدا لما آنت تروح الشغل
لم يرمش بعينيه ولو لمرة وذلك ما أثار إنتباهها
ليرد هو قائلا تمام جهزي نفسك هننزل
شعرت هي بسعادة غامرة وهي تركض بإتجاه الغرفة رغم بساطة المشوار
وضع يده تحت الصنبور من دون لمسه ف أنزل مياه
أبعد يده عنها سريعا وهو ينظر للمرأة بعينان سوداوان حتى البياض بهما تحول للون الأسود
إنتهت
رباب من إرتداء ملابسها ووقفت بالقرب من باب الشقة
خرجوا سويا من