كريمان.. فنانة بجمال تركي كشفت ألاعيب “دجال” وعشقت المقالب في الكواليس واعتزلت الفن بعد 12 عامًا من أجل رجليّن.. صور في الشباب والشيخوخة
وتروي كريمان في حوارها لإحدى المجلات الفنية أنه بعد انتهاء الاختبار زارت إحدى صديقاتها المقربات، وهناك التقت مصادفة برجل عجوز يرتدي ملابس فضفاضة أقرب إلى “الدراويش” وبيده مسبحة يُحصي حبّاتها، وفور أن رآها حتى تبسّم قائلًا: أزيك يا ست كريمان.. عملتي إيه في الاستديو امبارح.. اطمني أنتي ناجحة وهتمثلي بعد أسبوعين.
وبعد أن انفردت كريمان بصديقتها عرفت منها هوية ذلك الشيخ عباس؛ حيث أكدت لها أنه رجل طاهر مكشوف عنه الحجاب، فسخرت منه واتهمتها بالجنون وقالت لها: إنه لابد دجال مشعوذ، ولكن ساورها الشك؛ حيث لا أحد يعرف بإجرائها “اختبار كاميرا” وانتظارها موافقة المخرج على بطولة أول أفلامها السينمائية.
وبعد خروجهما من الغرفة التقته مجددًا وعاتبها أن نعتته بتلك الصفات، فتعجبت بشدة؛ لأنه لم يكن باستطاعة أحد أن يسمع حديثهما، فآمنت بقدراته واعتذرت له بشدة، وأخبرها أنها ستنجح في الاختبار وستصبح نجمة يلتف حولها المنتجون، وحينما حاولت إعطائه بعض النقود رفض بشدة قائلًا: يابنتي أن راجل بتاع ربنا وبس، الفلوس دي زخرف زائل.
يوم السابق لحلول شهر رمضان المبارك، فذهبت في الموعد ووقفت أمام الكاميرا رابطة الجأش، وعندما انتهى التصوير طلبت آسيا تحميض الفيلم بسرعة حتى تعلن لها النتيجة، وبعد 5 ساعات من الانتظار زفّت الخبر إلى الممثلة الشابة ووالدها، وتعاقدت معها على الفيلم بعربون 100 جنيه، وتضيف: وغادرتُ الاستديو في المساء وأنا في غاية الفرح، وقلت لأبي ونحن في الطريق إلى البيت: أريد أن أحمل هدايا لإخوتي احتفالًا بهذا التوفيق، فأخبرني أبي قائلًا: فكري أنت في نوع هذه الهدايا.
وقالت كريمان: وجدت أن أحسن هدية هي أن أشتري لهم فوانيس رمضان، وفعلًا اشتريت 20 فانوسًا، فلما رأى أبي كل هذا العدد من الفوانيس سألني في دهشة: ليه كل ده؟! فذكرت له كل أسماء أولاد الجيران الصغار.
ولما عادت إلى البيت راحت توزع الفوانيس عليهم، وما هي سوى لحظات حتى وجدت الشارع كله مضيئًا بالفوانيس، والأطفال يزحفون إلى بيتها منشدين: لولا كريمة ما جينا يالا الغفار.. ولا تعبنا رجلينا.. يالا الغفار.
وخرجت الفنانة الشابة إلى الشرفة وألقت على الأطفال بـ”قروش التعريفة” وهي في غاية السرور والبهجة، وشيء راقص في نفسها يدعوها للنزول إلى الشارع لتشارك الأطفال سعادتهم بالفوانيس، وكادت تنزل بالفعل لولا أن والدها أمسك بذراعيها قائلًا وهو يبتسم فرحًا: “ما تنسيش إنك بقيتي نجمة سينمائية”.