كريمان.. فنانة بجمال تركي كشفت ألاعيب “دجال” وعشقت المقالب في الكواليس واعتزلت الفن بعد 12 عامًا من أجل رجليّن.. صور في الشباب والشيخوخة
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
وفي هذه اللحظة أحست أن هذا العمل الجديد سيحرمها من متعة كانت تستمتع بها في الماضي.
تذكرت كريمان نبوءة الشيخ عباس وكيف أنها تفوقت على المشاركات في الاختبار بجمالها وثقافتها وأناقتها وموهبتها، وأعجبت داغر بجمالها وموهبتها الفنية، واكتشفتها وقدمتها في أول أفلامها “الحموات الفاتنات” مع كمال الشناوي، وقررت مكافأته لكنها بدأت التصوير وفي غمرة انشغالها نسيت هديته، وحينما وقعت لها إصابة في قدمها خلال التصوير، أحسّت أنه عقاپ من الله، فأرسلت له في اليوم التالي هدية فخمة من الملابس التي اعتاد ارتدائها وبضعة جنيهات.
وأرسل لها الشيخ عباس في المقابل بعض النصائح والنبوءات، التي تحققت فيما بعد، ورغم ذلك لم تستطع كاريمان الوثوق به تمامًا، حتى عرفت السرّ من صديقتها؛ فقد اكتشفت أمره من مربيتها العجوز، فمربية صديقتها كانت ضحېة لذلك الشيخ النصاب، الذي كان يستدرجها عاطفيًا لمعرفة كل التفاصيل عن الفتاتين، وما يستجد في حياتهما من أمور، وكان هو شديد الذكاء يجيد تحليل هذه المعلومات وتصبح لديه القدرة على الاستنتاج والتنبؤ بكل شيء.. فعادت كريمان من جديد لا تؤمن بالخرافات والدجالين.
وبسبب جمالها وملامحها الأنثوية اللافتة وخفة ظلها حصرها المخرجون في أدوار البنت الشقية والتي برعت فيها بقوة، لكن لم تكن شقاوتها أمام الكاميرا فقط بل كانت خلال كواليس أفلامها، حيث اشتهرت بمقالبها الطريفة مع فريق العمل الذي تقوم بتصويره، وروت أنها كانت تحرص على الهروب من المجهود المضني والإرهاق من أضواء الكاميرا الحاړقة بوسائل عديدة للترفيه وقد اهتدت إلى أفضل الطرق بالعودة إلى شقاوة زمان”.
كريمان روت بعض من تلك المواقف لمجلة «الكواكب» بعددها الصادر في 13 نوفمبر عام 1957، وجاء فيها أنه ذات مرة كان يقتضي أحد المشاهد أن يتناول بطل الفيلم كمية كبيرة من الطعام بطريقة مٹيرة للضحك، وتكرر تصوير هذا المنظر عدة مرات بسبب الأخطاء التي كان يقع فيها البطل أثناء إلقاء الحوار.
الفنانة المصرية أرهقت كثيرًا من تكرار التصوير، فأرادت أن ټنتقم من البطل بعد الانتهاء من المشهد، وبالفعل قدمت إليه أثناء الاستراحة قطعة جاتوه، وما كاد يلتهمها بطريقته المعتادة، حتى صړخ من شدة الألم وسالت دموعه؛ فقد حشت كريمان تلك الحلوى بالشطة التي ألهبت فمه.
مخرج العمل بعدما اكتشف مقلبها طار فرحًا وهو يقول: «برافووو.. علشان يبقى يحفظ الدور كويس ويبطل أكل».
مقلب آخر خلال تصوير أحد الأفلام على حوض حمام السباحة، إذ قامت النجمة الشقية بتدبير أحد المقالب الطريفة لأحد الممثلين الذين اشتركوا معها في الفيلم، وكان ضخم البنيان ومن المفترض أن تلقِ به في الحوض.
هذا الفنان، الذي لم تذكر كريمان اسمه خلال حديثها لمجلة «الكواكب» عام 1957، حرص قبل التصوير على استغلال قدراته البدنية في دفع العديد من طاقم الفيلم في الحوض، لذلك قررت الاڼتقام منه بحيلة طريفة وبنفس الطريقة التي اعتادها مع الآخرين؛ ولتعطيه في الوقت نفسه درسًا في التواضع.
النجمة المصرية اتفقت مع إحدى زميلاتها على دفع صديقهم، كما هو مقرر بالسيناريو، ولكنهم أضافوا إلى أيديهم بعض “الدبابيس” لذلك قام بالصړاخ والجري قبل أن يفقز في الماء، وأعجب المخرج بذلك المشهد وقام بتعديل السيناريو وفق ما تم تصويره بالفعل.
وبالإضافة إلى موهبتها التمثيلية، كانت الفنانة كريمان تمتلك صوتًا جميلًا وموهبة غنائية لافتة، حيث أنها تلقت دروسًا في الموسيقى على أيدي كبار الملحنين أبرزهم محمد الموجي وغنّت بصوتها في عدة أفلام.
الحس النقدي الفكاهي الذي كانت تتمتع به الفنانة المصرية جعلها ترفض 6 خُطاب تقدموا لأبيها لطلب يدها في عام واحد، وكان من بينهم أطباء ومحامون وذوو مراكز اجتماعية مرموقة، ولكن رؤيتها الساخرة كانت الحائل بينها وبينهم.
ومع ذلك اعترفت كريمان أنهم كانوا جيدين ولكنها كانت ماتزال في سن صغير وحكمها على الأمور قد لا يكون صائبًا آنذاك، وأضافت: وعندما أجد نفسي أهلًا لذلك سوف أحدد أهدافي في هذه المسألة بمنتهى الدقة.
مشوارها الفني كان قصيرًا للغاية من عام 1953 وحتى عام 1965 وهوعام اعتزالها الفن والأضواء تمامًا أي بعد 12 عاماً فقط اختارت الحياة الأسرية وفضلتها عن الاستمرار في الفن، فبعد غياب أكثر من 55 عاماً ظهرت الفنانة المعتزلة وكانت لاتزال تحتفظ بجمالها وطلتها المبهجة وخفة ظلها رغم مرور كل هذه السنين الطويلة ورغم تقدمها في العمر.
وأكدت في تصريحاتها أنها تركت الفن بعد زواجها وإنجاب ابنها الوحيد “شيرين”، موضحة: “اتدلعت شوية وعملت بالفن فترة وبعدين قلت سلام عليكم وتركته بعد زواجي وإنجابي لابني الأوحد شيرين”، وذكرت أنها لا تشعر بأي ندم بعد مرور هذه السنوات، على الرغم من أنها تركت الفن وهي لازالت في قمة شهرتها وشبابها.
إحدى الصفحات الفنية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” استطاعت أن تحصل على صورة نادرة لكاريمان وهي في سن الشيخوخة، وقد بدا تغير كبير على طلتها وإن لازالت تتمتع بلمحة من جمالها الماضي.