السبت 09 نوفمبر 2024

يقول صاحب القصة لم أكن تجاوزت الثلاثين

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز


لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه .. 
قال نعم .. 
نسيت أصحابي .. ونسيت الوليمة .. وقلت 
سالم لا تحزن .. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد .. 
قال أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائما .. 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قلت لا .. بل أنا سأذهب بك .. 
دهش سالم .. لم يصدق .. ظن أني أسخر منه .. استعبر ثم بكى .. 
مسحت دموعه بيدي .. وأمسكت يده .. 
أردت أن أوصله بالسيارة .. رفض قائلا المسجد قريب .. أريد أن أخطو إلى المسجد .. إي والله قال لي ذلك ..
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لا أذكر متى كانت اخر مرة دخلت فيها المسجد .. 
لكنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالخۏف .. والندم على ما فرطته طوال السنوات

الماضية ..
كان المسجد مليئا بالمصلين .. إلا أني وجدت لسالم مكانا في الصف الأول .. 

استمعنا لخطبة الجمعة معا وصلى بجانبي .. بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه .. 
بعد انتهاء الصلاة طلب مني سالم مصحفا .. 
استغربت !! كيف سيقرأ وهو أعمى 
كدت أن أتجاهل طلبه .. لكني جاملته خوفا من چرح مشاعره .. ناولته المصحف ... 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
طلب مني أن أفتح المصحف على سورة الكهف.. 
أخذت أقلب الصفحات تارة .. وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها .. 
أخذ مني المصحف .. ثم وضعه أمامه .. وبدأ في قراءة السورة .. وعيناه مغمضتان .
يا الله !! إنه يحفظ سورة
الكهف كاملة !! 
خجلت من نفسي.. أمسكت مصحفا .. 
أحسست برعشة في أوصالي.. قرأت .. وقرأت.. 
دعوت الله أن يغفر لي ويهديني .. 
لم أستطع الاحتمال .. فبدأت أبكي كالأطفال . 
كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم .. فحاولت أن أكتم بكائي .. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ..
إنه سالم !! 
نظرت إليه .. قلت في نفسي .. لست أنت الأعمى . بل أنا الأعمى .. حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى الڼار .. 

عدنا إلى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيرا على سالم .. 
لكن قلقها تحول إلى دموع حين علمت أني صليت الجمعة مع سالم ..
من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد
هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيرة عرفتها في المسجد.. 
ذقت طعم الإيمان معهم ..
عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا .. 
لم أفوت حتى صلاة الوتر .. 
ختمت القران عدة مرات في شهر .. 
رطبت لساني بالذكر لعل الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من الناس .. 
أحسست أني أكثر قربا من أسرتي .. 
اختفت نظرات الخۏف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي .. 
الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم .. 
من يراه يظنه ملك الدنيا وما فيها .. 
حمدت الله كثيرا على نعمه .

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات